أكثر من ثلاثة مليون شجرة قات في اليمن على حساب شجرة البن

أكثر من ثلاثة مليون شجرة قات في اليمن على حساب شجرة البن

إنها ليست أحلام وردية أو شطحات  قد تفكر في المستحيل ، لكن الاحلام  قد تصبح حقائق في عالم أصبح الخيال حقيقة ، لكننا لا نبتعد عن الواقع وسنظل في العالم الحقيقي لشجرة البن ، حيث ان البن هو ثاني أكبر منتج في العالم بعد النفط اذا تبلغ إيرادات مبيعاته السنوية في الأسواق العالمية حوالي 70 مليار دولار.

على الرغم من الأهمية العالمية للبن ، نجد أن البن اليمني قد واجهت انخفاضا كبيرا في الإنتاج خلال العقود الماضية ، لدرجة أننا نستورد البن من الدول الأخرى.

ومع ذلك ، فقد غيرت التطورات التكنولوجية والزراعية العديد من التناقضات في تحقيق الاكتفاء الذاتي. حيث ان  دولة هولندا تمكنت من التغلب على المناخ بالزراعة الكهربائية وأصبحت دولة تصدر الخضار في الشتاء إلى العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم.

 في العالم العربي ، الإمارات العربية المتحدة على مساحة صغيرة من المساحة الزراعية لديها أكثر من 40 مليون شجرة نخيل أي ما يعادل 6 ٪ من الإنتاج العالمي وحتى مدينة أبو ظبي وحدها لديها 33 مليون نخلة.

والواقع هو أن لدينا 260 مليون شجرة قات (000 146 هكتار) تستنزف 50٪ من احتياطي المياه. والنتيجة هي تدمير البيئة ، ونضوب المياه ، وتدمير الصحة ، والسرطان الذي يدمرنا ، واقتصاد يعاني من ضياع الوقت والجهد والتسربات في التعليم ، كل هذا الجنون للقات وحده.

الحب لهذا الوطن الذي يحتوي على سهولة وبطون الأدوية والمدرجات 260 مليون شجرة قات يحاصرنا أينما نسافر ونتقل ونرسم على وجهنا حالة من البؤس والتخلف ترى الى متى؟ كانت الدولة الصومالية تكاد تكون قد دمرتها لو لم تدخل في متاهات أمراء الحروب الاهلية.

مع 260 مليون شجرة قات وتحويلها 260 مليون شجرة بن ، ماذا سوف تكون النتيجة دعونا أولا نتأمل حجم الإنتاج اليوم من البن في اليمن التي أصبحت أسواقها تعج بالبن البرازيلي والإثيوبي وغيره فحجم المساحة المزروعة بأشجار البن لاتتعدى 34292))هكتار طبقا للإحصائيات الرسمية لعام 2008م باجمالي 18888 طن بحجم (0.55 لكل هكتار) وبعائد 15 مليار ريال.

والنتيجة هي مذهلة: من المعروف أن إنتاج شجرة البن يتراوح من إنتاج شجرة واحدة ، من 5 كجم إلى 15 كجم من البن العربي ، بغض النظر عن حقيقة أن بعض الأشجار تنتج مرتين وبعضها اعلى مدار السنة من ناحية أخرى إذا زرعنا 260 مليون شجرة يبلغ إنتاج 8 كيلوغرام لكل شجرة في المتوسط ( 2.080.000.000كيلو) أي (2,080,000 طن ). وبما أن سعر البن في البورصة الدولية يبلغ حوالي 3600 دولار للطن ، فإن العائد يقدر بمبلغ (7.488.000.000 دولار)  والعائد المتوقع إلى 7 مليارات دولار أي يعادل 1 تريليون  و 600 مليار ريال.

هذه بعض التوقعات إذا تم استبدال شجرة القات بشجرة البن  التي هي رمز اليمن السعيد - اليمن هي الدولة الوحيدة في العالم التي تزرع فيها شجرة البن  في ظروف لا تتناسب مع الظروف المناخية التي تزرع فيها حبوب البن. في مناطق أخرى من العالم تتناسب مع مناخهم زراعة شجرة البن ، حيث تهيمن بيئة زراعة البن في اليمن على ندرة المياه ونقص الأمطار وتقتصر على فصل الصيف وعدم كفاءة التربة لتخزين ما يكفي من هذه المياه ، لأن معظم الأراضي الصالحة لزراعة البن هي التربة الجبلية والمنخفضة ، ومع ذلك ، فإن المزارع في اليمن يتمكن من  الحصول على أفضل أنواع البن في العالم تُعرف باسم موكا العربية (نسبة إلى ميناء المخا) ، ولكن إذا أضيفت التقنيات الحديثة في زراعة البن سواء من حيث استخدام الري بالتنقيط وتجميع السحب وغيرها من طرق الري بالطرق الحديثة ، سيعيد بن اليمن لهم بالدرر.